لا شيء جديد ، لا شيء غير اعتيادي بالمرة...

فقط نخلد إلى أسرتنا ومثل كل إجازة نفرح بها، نستيقظ العاشرة و ليس في أذهاننا شيء غير قضاء الإجازة التي كسرت روتين الأيام الصيفية شديدة الحرارة ، وعطلة جميلة قبل الاختبارات، نفوز دائماً بإجازة لكل تلك المناسبات، وكل الثورات وكل المناسبات الوطنية زادها الله كثرةً حتى تضيق بأيام السنة هجرة وميلاداً، ولكن هناك آخرون يستيقظون فجراً ، رابطين الغتر على رؤوسهم ، قائلين لا عطلة إلا للعاطلين...

كنت أظن أن هذا اليوم بديلاً أو موازياً لعيد الأم، و في الحقيقة هو اليوم الوحيد الذي اشتريت لوالدي هدية، مكينة حلاقة جيليت زرقاء فاخرة لا تزيد قيمتها عن مائة ريال ، كان ذلك منذ وقت طويل، ولكني عرفت أن أكثر النساء في العالم عاملات، من أدغال الغابات الاستوائية ، وحتى الصحراء الجليدية الشمالية، لذا يجب أن أبحث عن يوم أنسب للآباء.

وقبل بضع سنين مرت كأن لم تكن شيئاً ، سألت أحد العمال ، أن هذا يومكم هذا عيدكم ، قال لي هذا عيدكم - مشيراً إلى المباراة حامية الوطيس التي افتقدنا متعتها مكتفين الآن بمتابعة أندية العالم من دون تحريك عضلاتنا المرهفة - وقال لي العامل هذا عيدنا ، ناظراً إلى العمارة التي تحتاج الكثير من المعاناة والجهد.

إلى كل عامل، إلى كل مكافح، إلى كل مناضل من أجل أكل لقمة العيش الحلال في حين يقبع الفاسدون بكروشهم المتخمة نائمين على بطونهم، إلى كل من ترك الدراسة من أجل عمله، إلى كل امرأة اضطرت للعمل، إلى كل كل ربة منزل، إلى كل طالب يشتغل ويزاحم الكسالى المدللين على المراكز الأولى، بوركت هذه الأنامل وهذه الأيدي والأقدام المتخمة بالأعباء، وبورك سعيكم.