كانت هذه إجابتي على موقع كوورا هنا.

سأتحدث عنها عن الصورة المثالية في رأسي والتي لا أطبقها دائمًا:

من ناحية العدد

كنت في السابق أقرأ كتاب واحد كل مرة، ولكن أعجبتني الطريقة التالية أن أقرأ كتابين، أحدهما جاد أو يتحدث عن موضوع ثقيل ويتكون من فصول طويلة، والآخر مكون من مقالات قصيرة تصلح للتسلية عند الملل من الكتاب الأول وتصلح قراءة مقال واحد على الأقل في كل جلسة.

من ناحية الموضوع

عندما يشغلني موضوع ما أقرأ عنه عدة كتب من عدة مؤلفين حتى أكوّن عنه تصور واضح، جاءت فترة في حياتي كنت مهتما بموضوع الحب والحياة الزوجية فقرأت: طوق الحمامة لابن حزم، وروضة المحبين لابن القيّم، وتحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد لمحمود الاستانبولي، والرجال من المريخ النساء من الزهرة. بعد ذلك شعرت أنني اكتفيت. كنت مهتما مرة من المرات بتكوين بنية تحتية لغوية فقرأت كتبًا في جوانب اللغة المختلفة: جواهر الأدب للهاشمي، وجواهر البلاغة للهاشمي أيضًا، والمفرد العلم في الرسم بالقلم (الإملاء) للهاشمي كذلك، وكتاب المرشد الوافي في العروض والقوافي لمحمد حسن عثمان، وكذلك قرأت العروض العلم اللاعلم لعارف حجاوي، وكنت قرأت شيئًا من التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية على أستاذ قديما وقرأت في زخم قراءتي اللغوية كتيب موجز النحو لعارف حجاوي وأخيرًا كتاب شذا العرف في فن الصرف للحملاوي.

لدي بعض الاهتمامات الأخرى في مواضيع شتى، سأخصص لها عدة كتب لكل موضوع حتى أنال كفايتي.

قبل قراءة الكتاب

عادة أبحث عن الكتاب كثيرًا قبل أن أقرأه، وحتى أطمئن أنه يستحق القراءة وخلال فترة طويلة لم أقرأ شيئًا سيئا للغاية.

هل أكمل قراءة الكتب؟

نعم، حتى ولو لم يعجبني كثيرُا. عندي التزام ذاتي بإكمال الكتاب أيا كان ولو كان سيئًا حتى أستطيع الحكم عليه بدون تسرع، ولكنني أتحرى كثيرًا قبل قراءة أي كتاب فهذا لا يحدث إلا نادرُا.

ماذا بعد قراءة الكتاب؟

بحسب المزاج، فإن كان المزاج موجودًا وتوفر الوقت كتبت عنه مراجعة في مدونتي فمثلا راجعت كتاب دليل المستبد وكتاب جواهر البلاغة وغيرها. ومن ثم أكتب جزءًا من مراجعتي على موقع أبجد.

أثناء قراءة الكتاب

أقرأ كل شيء من البداية حتى النهاية، اقرأ وأهتم بالمقدمات ثم أكمل بقية الصفحات وفي كل مرة القليل والقليل حتى أنتهى من الكتاب. أقرأ الحواشي السفلية دائمًا وقد يكون ذلك مرهقًأ وأقرأ أسماء المراجع والمصادر في آخر الكتاب. أتفكر كثيرًا في أي جملة أعجبتني أو أي معلومة استفزتني أو أي اقتباس أعجبني وأصور ذلك في جوالي إذا كان الكتب ورقيًا أو أصور الشاشة إذا كان الكتاب إلكترونيًا وأستفيد من هذه اللقطات في مراجعة الكتاب أو الرجوع إليه فيما بعد.

تقرأ لكاتب أم لموضوع؟

على الرغم من تفضيلي وإعجابي بكتاب معينين ولكنني أنزع إلى القراءة لعدد من الكتاب حتى أقرأ لأكبر عدد ممكن وأتلقى أكبر عدد من الأساليب وربما بعد فترة سأقرأ مؤلفات لكاتب محدد.

عن الأدب والعلم

سمعت مقولة تنصح بقراءة الكلاسيكيات في الأدب وقراءة الأحدث في العلم، وأنا أؤيد هذه المقولة، وأميل إلى تجنب الكتابات الأدبية الجديدة وخصوصًا العربية.

عن الكتب الصعبة

لا أنصح بقراءة شيء لا تفهمه، اقرأ ما تستطيعه ولا تتكلف كتبا معقدة لغرض أن تتظاهر بتلك المعرفة. وأنا أحاول ألا أقرأ لشيء ما إلا إذا كان في مستواي الثقافي ولذلك لم أقرأ أي كتاب فلسفي حتى الآن.

الروايات أو الكتب

قرأت بعض الروايات واستمتعت بها جدًا ولكنني الآن أقرا الكتب الجادة لأني أبحث عن الكثير من التساؤلات ولا مانع من قراءة رواية جميلة من حين لآخر. قراءة الروايات ليس مضيعة للوقت فهي تنمي مقدرتك الخيالية والإبداعية وتنمي مقدرتك اللغوية وترفع من حساسيتك العاطفية في مختلف المشاعر والمواقف الإنسانية وتكون مدخلا للكثير في عالم القراءة وحبها وبوابة للكثير من الوقائع والأحداث التاريخية أو المستقبلية المتوقعة. كثير من الروايات لها تأثير في وعي المجتمعات أكثر من الوقائع الحقيقية.

وأخيرًأ أنصح الجميع بالتركيز أثناء القراءة والتأمل في كل ما تقرأ فهنا ستجني الثمرة وستخرج بقراءتك -وإن كانت قليلة- بالكثير.