بعد إعجابي الشديد بكتاب جواهر الأدب والذي راجعته في تدوينة سابقة، قررت قراءة كتابه الآخر (جواهر البلاغة) لكي أُؤَسِّسَ قاعدة لغوية أساسية وذائقة أدبية تُميز الحسن من القبيح في الأدب فيما سأقرؤه أو أكتبه لاحقا ...
الكتاب يبدأ بمقدمة من المحقق يوسف الصميلي من دار المكتبة العصرية يذكر فيها المحقق أهمية الكتاب والاعتناء به وما قام به -مشكورا- من توثيق الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الواردة في الكتاب وتعريف موجز بالأعلام وعمله فهرساً ممتازاً لجميع أبيات الشعر التي وردت في الكتاب مع بحورها وفهرساً آخرا لجميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهذا رائع جدا عند العودة للكتاب وبحث الدلالة البلاغية لآية أو حديث أو شعر ورد فيه، ثم ذكرَ المحقق مقدمة محكمة عن البلاغة العربية ونشوئها علما لدى العرب وما المحطات الرئيسية التي أوصلتها كما هي عليه اليوم.
يجب أن تقرأ المقدمة. لا أدري ولكني عرفت أن بعض الناس لا يقرؤون المقدمات لسبب ما وهذا خطأ غريب. فالمقدمات من أهم أجزاء الكتاب وهي التي تدخلك في جو الكتاب العام. حتى مقدمات المترجمين والمحققين والدار الناشرة يجب أن تُقرأ أيضا.
يبدأ الكتاب مثل معظم الكتب التي تعنى بالبلاغة بتعريف البلاغة والفصاحة وبعض الشواهد على الفصاحة والكلام غير الفصيح.
بعد ذلك ينتقل الكتاب ليتحدث عن علوم البلاغة الثلاثة الرئيسية المعاني والبيان والبديع.
يبدأ بكل علم ثم يبسط فيه الحديث منتقلا إلى تقسيماته بتفصيل مع ذكر الأمثلة والشواهد فأمثلة تطبيقية محلولة وغير محلولة ويتخلل الكتاب الحواشي السفلية .... الكثير من الحواشي.
هناك الكثير من الحواشي، تلك التي كتبها المؤلف والأخرى من المحقق. أما الثانية فهي قليلة جدا ولشرح مصطلح معين أو لتعريف علم بإيجاز. وأما حواشي المؤلف فهي طويلة جدا ومتشعبة وصعبة الفهم عليّ على الأقل، وفيها ذكر للآراء المختلفة وقد تطول لتنتقل من صفحة لأخرى مما سبب لي الارتباك.
ملاحظة جانبية: يقال أن هذا الكتاب سهل العبارة مقارنة بغيره من أمهات كتب البلاغة التي ألفها الجرجاني والسكاكي والتفتزاني وغيرهم!
أما التمارين، فقد كانت غير منظّمة وهي لم تتطور بالطريقة التي توجد في المناهج الثانوية وهي أفضل بكثير في رأيي. ويحدث أن التمارين المحلولة قد يتوقف حلّها بمجرد الانتقال إلى صفحة جديدة هكذا بدون تنسيق. بعض الحلول تكتب في الحواشي والبعض الآخر في (جسد الصفحة)، وهنا لا ألوم المؤلف فوضع التمارين عملية مرهقة لمؤلف (وفي ذلك العصر) وإنما ألوم الدار الناشرة للكتاب لهذا التقصير.
لقد كان هدفي الأساسي من الكتاب الحصول على الكثير من الشواهد البلاغية وتنمية الحس الفني والذوقي لِما يُكتب والاستمتاع بالشواهد الجميلة التي سترد في الفصول المختلفة ولم أتوقف كثيرا على التعريفات والتشعّبات التي جعلتني أفضل كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين، وسلسلة كتب وليد قصاب وهي ثلاثة كتب غاية في البساطة والتوضيح والقوة أيضاً لمن لا يزيد حظّة من كتب اللغة على كتب الثانوية وأنا أنصح أي واحد يريد تنمية فهم علم البلاغة على الكتب الآنفة الذكر وكان يجب علي ذلك أيضا. على أنني لم أقرأها كاملة وإنما استطلاع فقط، أما هذا فهو لمن أراد عتبة التخصص، وهو في رأيي سهل لو توفر المعلّم أثناء تعلمه، على أنني لم أعدم الفائدة الجمّة والاستئناس اللطيف.
على الهامش:
أريد أن أذكر أن كثرة التعقيد والتفاصيل البلاغية تذهب رونق الأدب وتجعله جامدا بعيدا عن روح البلاغة الأصلية وصنع الإبداع والمعاني الجميلة.
بعد إنهائي للكتاب بحثت على الويب على الكتاب فوجدت مراجعته منعدمه، مع بعض الدروس (الدينية) التي تشرحه وقد اطلعت عليها فوجدتها طويلة جدا ولم تكمل حتى علم المعاني!
الشواهد التي أضفتها كنت أنسخها من برنامج الشاملة وللأسف فالنسخة التي في الشاملة فيها بعض الأخطاء الإملائية وقلّة التشكيل بالمقارنة مع النسخ التي قرأت منها الكتاب.
شيء آخر، كنت نزلت نسخة هنداوي، ومع جمال تنسيقها والمخصص للحاسوب فأردت البحث بواسطتها ولكن عيب طبعات هنداوي وضع الحواشي في آخر الفضل، من يوافقني على أن هذا غلط فاحش؛ فليست كتبا مرجعية وإنما كلمة لم تُفهم، فما الفائدة أن أجد معناها بعد 50 صفحة؟! لم أستفد من البحث كثيرا لأنهم حذفوا حواشي المؤلف وحذفوا التدريبات أيضا فلم أجد الكثير من الشواهد عند البحث عليها.
وسأذكر بعض الشواهد والفوائد التي أعجبتني في الكتاب بدلاً من تلخيص أقسام الأدب والتي ستجدونها في أي كتاب بلاغة. هذه الشواهد مأخوذة بنصها من الكتاب والبعض الآخر اختصرته بنفسي. ما بين علامتي التنصيص "" هو كلام مأخوذ بنصه من الكتاب وما عدا ذلك فمن تلخيصي من مادة الكتاب. الشعر تركته طليقا بدون علامة التنصيص:
- عن التشبيه الوهمي مثل قوله تعالى (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) فإن رؤوس الشياطين غير معروفة ولكنّ القارئ يتوقع منها شدة البشاعة. وقال الشاعر
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فإن أنياب الأغوال، ذلك المخلوق الأسطوري، لم توجد هي ولا مادتها، وانما اخترعها الوهم.
- "كلفظة «عزَّر» في قوله تعالى: (فالذين امنوا وعزروه ونصروه) فإنها مشتركة بين التعظيم والإهانة.
ولكن ذكر النصر قرينة على ارادة التعظيم"
- إنّ بعضاً من القريض هراءٌ ... ليس شيئا وبعضه إحكام
فيه ما يجلب البراعة والفهـ ... ـم وفيه ما يجلب البِرْسَامُ
والبرسام تعني التهاب الصدر!
- كريم ٌ متى أمدَحهُ والورى معي ... وإذا ما لمته لمته وحدي
هذا البيت لأبي تمام وقد ذُكر بأنه منافٍ للفصاحة للزحف الحاصل من تكرار الكلمات، مع أني أراه من أجمل الأبيات رغم ذلك.
-
يزيدك وجهه حُسنا ... إذا ما زدته نظراً
-
فملتنا أننا مسلمون ... على دين صدّيقنا والنبي
-
كفى بجسمي نُحولا أنني رجلٌ ... لولا مُخاطبتي إياكَ لم ترني
-
إن كان لا يرجوك إلاّ محسنٌ ... فبمن يلوذ ويستجير المُجرمُ
أدعوك رب كما أمرت تضرعا ... فَإذا ردَدت يدي فمن ذا يرحمُ
- وقال أبو العتاهية يرثي ولده عليا:
بكيتك يا علي بدمعِ عيني ... فما أغنى البُكاءُ عليك شيا
وكانت في حياتك لي عظاتٌ ... وأنت اليوم أوعظُ منك حيّا
- أتيتُ جُرماً شنيعاً ... وأنتَ للعفوِ أهلُ
فَإن عفوتَ فمنٌّ ... وإن قتلتَ فعدلُ
-
يا ليلُ طلْ يا نوم زُلْ ... يا صبح قفْ لا تطلعِ
-
"كقوله تعالى (وإنكَ لعلى خلق عظيم) فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت - ومنه قول النضر يتمدَّح بالغنى والكرم:
لا يألف الدِّرهمُ المضروب صرَّتنا لكن يَمرّ عليها «وهو منطلقُ»
يُريد أن دراهمه لا ثباتَ لها في الصرة ولا بقاء، فهي دائما تنطلق منها، وتمرق مُرق السِّهام من قِسيّها، لتوَزّعَ على المعوزينَ وأرباب الحاجات."
-
قد رشّحوكَ لأمرٍ إن فطنت له ... فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ
-
لعمرك ما بالعقل يُكتسب الغنى ... ولا باكتساب المالِ يُكتسبُ العقلُ
-
إذا محاسنيَ اللاتي أتيتُ بها ... عُدَّت ذنوبا فقل لي كيفَ أعتذرُ
-
على أنني راضٍ بأن أحملَ الهوى ... وأخلصُ منه لا عليَّ ولا ليا
-
عن قول المعري:
والذي حارَتِ البريَّة فيه ... حيَوانٌ مستحدثٌ من جَمادِ
أي تحيرت البرية في المعاد الجسماني ويدل عليه قوله قبله
بان أمر الإله واختلف النا .... س فداعٍ إلى ضلال وهادِ
- قول المتنبي:
ومن نكد الدنيا على الحُرّ أن يرى ... عدُوّا له ما من صداقته بُدُّ
-
وما الدنيا سوى حلم لذيذ ... تنبّهه تباشيرُ الصباحِ
-
فإن كان في لبسِ الفتى شرَفٌ له ... فما السيفُ إلا غمده والحمائلُ
-
إنما الدنيا هِباتٌ ... وعوارٍ مُستردَّة
شدَّةٌ بعد رخاءِ ... ورخاءٌ بعد شدَّة
-
"قال الامام علي: ما رأيت بليغا قط إلا وله في القول إيجاز، وفي المعاني إطالة وقالت بنت الحطيئة لأبيها - ما بال قصارك أكثر من طوالك، قال: لأنها بالآذان أولج، وبالأفواه أغلق - وقيل لشاعر - لم لا تطيل شعرك؟ فقال: حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق."
-
"وقول الامام علي كرم الله وجهه «من استقبل وجوه الآراء عرف وجوه الخطأ"
وإنْ هو لم يحمل على النفسِ ضيمها ... فليس إلى حُسن الثناءِ سبيلُ
-
مما أظن أن ولع المعتزلة باللغة والمجازات والكنايات أثّر في مذهبهم فالزمخشري والجاحظ من أئمة البيان والمعتزلة أيضاً.
-
"(تالله تفتأ تذكر يوسف) - فيه إيجاز حذف وهو لا، (وأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق) - فيه إيجاز حذف جملة أي فضرب فانفلق"
"(والليل إذا يسر) - فيه إيجاز بحذف الياء، وسبب حذفها أن الليل لما كان غير سار وإنما يسرى من فيه، نقص منه حرف إشارة إلى ذلك جريا على عادة العرب"
-
"الالتفات: وهو الانتقال من كل من التكلم - أو الخطاب أو الغيبة - إلى صاحبه ...
-
عدول من التَّكلم إلى الخطاب - كقوله تعالى (ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون) والقياس «واليه أرجع»
-
عدولٌ من التكلّم إلى الغيبة - كقوله تعالى (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)
-
عدول من الخطاب إلى التّكلم - كقوله تعالى (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود)"
-
"التغليب: وهو ترجيح أحد الشيئين على الآخر في إطلاق لفظه عليه وذلك.
كتغليب المذكر على المؤنث، في قوله تعالى (وكانت من القانتين)
وقياسه (القانتات)
ونحو: الأبوين - (للأب والأم) - والقمرين (للشمس والقمر).
وكتغليب الأخف على غيره - نحو: الحسنين (في الحسن والحسين)
وكتغليب الاكثر على الأقل - كقوله تعالى (لنخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا من قريتنا أو لتعودُن في ملَّتنا)
أدخل (شُعيب) في العود إلى ملَّتهم، مع أنه لم يكن فيها قطّ، ثم خرَج منها وعاد، تغليباً للأكثر.
وكتغليب العاقل على غيره، كقوله تعالى (الحمد لله رب العالمين)
- ما أنت مادحها يا من تشبهها ... بالشمس والبدر لا بل أنت هاجيها
من أين للشمس خالٌ فوق وجنتهِ ... ومبسمٌ كنظام الدرّ في فيها
-
"وهذا التشبيه [أي المقلوب] مظهرٌ من مظاهر الافتنان والابداع، كقوله تعالى حكاية عن الكفار (إنما البيعُ مثل الربا) في مقام أن الربا مثل البيع عكسوا ذلك لإيهام أن الربا عندهم أحلّ من البيع، لأن الغرض الرِّبح وهو أثبتُ وجوداً في الربا منه في البيع، فيكون أحق بالحل عندهم."
-
وكأن الصبح لمّا ... لاح من تحت الثريا
ملكٌ أقبلَ في التا ... ج يفدّى ويحــيّا
-
لا تسقني ماء المَلامِ فإنني ... صبٌّ قد استعذبتُ ماءَ بكائي
-
عن قوله تعالى "أتى أمر الله" وحديثه عن أخبار القيامة في زمن الماضي "ونادى أصحاب الجنة" وغيرها الكثير... يعتبر من الاستعارة في الفعل باعتبار مدلول (هيئته وهو الزمن) للدلالة على تأكيد وقوعها وكأنها في الماضي.
-
في قوله تعالى "فبشرهم بعذاب أليم" استعيرت البشارة التي هي من الخبر السار للإنذار بضده على سبيل التهكم والاستهزاء.
-
عن المثل "الصيف ضيّعت اللبن" وأصل المثل أن امرأة كانت متزوجة بشيخ غني، فطلبت طلاقها منه في زمن الصيف لضعفه، فطلقها وتزوجت بشاب فقير، ثم طلبت من مطلقها لبنًا وقت الشتاء، فقال لها ذلك المثل.
-
"نحو قوله تعالى (فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) فإن معنى أمر السماء والأرض بالإتيان وامتثالهما أنه أراد تكوينهما فكانتا كما أراد، فالغرض تصوير تأثير قدرته فيهما وتأثرهما عنها"
-
"قد تمتنع إرادة المعنى الأصلي في الكناية، لخصوص الموضوع كقوله تعالى (والسموات مطويات بيمينه) وكقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) كناية عن تمام القدرة"
-
إذا ساء فعلُ المرءِ ساءت ظنونهُ ... وصدّقَ ما يعتادهُ من توهّمِ
-
يريد المُلوكُ مدى جعفرٍ ... ولا يصنعونَ كما يصنعُ
وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكنَّ معروفه أوسعُ
- التورية في قوله
أبيات شعرك كالقصور ... ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها ... حُرٌ ومعناها «رقيق»
-
"نحو قوله تعالى (من تولاه فأنه يضلّه ويهديه الى عذاب السعير) أي يقوده فلا يقابل الضلالة بهذا الاعتبار ولكن لفظه يقابلها في أصل معناه، وهذا يقال له «إيهام» التضاد."
-
حسن التعليل هو أن ينكر الأديب صراحة، أو ضمناً، علة الشيء المعروفة، ويأتي بعلة أخرى أدبية طريفة، لها اعتبار لطيف، ومشتملة على دقة النظر، بحيث تناسب الغرض الذي يرمى إليه ... كقول المعري في الرثاء:
وما كُلفةُ البدرِ المنير قديمةٌ ... ولكنّها في وجههِ أثرُ اللطمِ
يقصد: أن الحزن على (المرثي) شمل كثيراً من مظاهر الكون، فهو لذلك: يدّعي أن كلفة البدر (وهي ما يظهر على وجهه من كدرة) ليست ناشئة عن سبب طبيعي، وإنما هي حادثة من (أثر اللطم على فراق المرثي)
- من قاس جودك يوماً ... بالسحب أخطأ مدحك
فالسحب تعطي وتبكي ... وأنت تعطي وتضحك
- وهذا الشعر يقال من الخيال الفاسد:
لك أنف يا ابن حربٍ ... أنفت منه الأنوفُ
أنت في القدس تصلي ... وهو في البيت يطوفُ
على أنني ضحكت منه كل ما قرأته، هل كان يريد الشاعر المدح؟!
- في تأكيد المدح بما يشبه الذم (وهو في الحقيقة من أبلغ المدح)
ولا عيب فيه غير أنى قصدته ... فأنستني الأيام أهلاً وموطنا
و
فتىً كمُلتْ أوصافهُ غير أنّه ... جوادٌ فما يُبقى من المالِ باقيا
و
ولا عيب فيكم غير أن ضيوفكم ... تُعابُ بنسيان الأحبةِ والوطن
- في تأكيد الذم بما يشبه المدح
هو الكلبُ إلاّ أنّ فيهِ ملالةً ... وسوءُ مراعاةٍ وما ذاكَ في الكلبِ
- في الاشتمال على عدة أنواع من البديع
"وللقرآن الكريم اليد البيضاء في هذا النوع فقد وجد اثنان وعشرون نوعا في قوله تعالى (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء - - الإشارة: في «وغيض الماء» فإنه عبّر به عن معان كثيرة، فإن الماء لا يغيض حتى يقلع مطر السماء، وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء ... " راجع الكتاب للاطلاع على جوانب البديع الاثنين والعشرون، وقيل أن بعضهم عد في هذه الآية مائة وخمسين نوعا!
- لا تعرضن على الرواة قصيدة ... ما لم تكن بالغت في «تهذيبها»
فإذا عرضت الشعر غير مُهذّبٍ ... عدّوه منك وساوِساً «تهذي بها»
- التشريعُ: هو بناء البيت على قافيتين، يصحّ المعنى عند الوقوف على كلّ منهما
كقول الشاعر:
يا خاطبَ الدُّنيا الدَّنية إنّها ... شركُ الردى وقرارة الأقذارِ
دارٌ متى ما أضحكت في يومها ... أبكت غداً تباً لها من دارِ
وإذا أظلَّ سحَابها لم ينتفع ... منه صدىً لجهامه الغرَّار
غاراتها لا تنقضي وأسيرُها ... لا يُفتدى بجلائلِ الأخطارِ
فتكون هذه الأبيات من (بحر الكامل) ويصح أيضاً الوقوف على الرّدَى وغدا،
وصدَى، ويفتدَى، وتكون إذاً من (مجزوء الكامل) وتُقرأ هكذا
يا خاطبَ الدُّنيا الدَّنـــ ـــية إنها شركُ الردَى
دارٌ متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا
وإذا أظل سحابُها لم ينتفع منه صدَى
غاراتها لا تنقضي وأسيرَها لا يُفتدى"
- التلميح - هو الاشارة إلى قصة معلومة، أو شعر مشهور أو مثل سائر، من غير ذكره، نحو
يا بدر أهلكَ جاروا ... وعلّموك التَجري
وقبحوا لك وصلي ... وحسّنوا لك هجري
فليفعلوا ما أرادوا ... فانّهم أهلُ بدرِ
والسلام.