يبدو العنوان شاعريا وشديد الرومنسية ولا بأس بذلك إذا كان قد شد انتباهك بالفعل وها أنت ذا تقرأ المقال..
كتبت اليوم (يوم كتابة المسودة الأولى للمقال) في حسابي على الفيسبوك أنني أشعر بالجو الرومنسي الشاعري بسبب استيقاظي المبكر على غير العادة بعد نشري لأبيات غزلية لابن الفارض
عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ ... أوفى محبٍّ بما يرضيكَ مبتهِجِ
بقية الأبيات.
فكرت لفترة عن العلاقة بين الرومنسية والبكور وقلت في نفسي أن هناك ارتباطا بين الحركة الرومنسية الأدبية والطبيعة، وأن الطبيعة بحسب هذه المدرسة هي مصدر الخير والسعادة، وهكذا فالاستيقاظ في الصباح الباكر استشفاف وتلقٍ لخيرات الطبيعة في أبهى حلة، وهذا ما أتخيله تفسيرا لحالتي الشعورية الحالية والتي بناء عليها كتبت ذاك المنشور وعنوان هذا المقال..
وكما استفدت من (علي الرماح) الذي أوافقه في أحيان كثيرة وأخالفه في أحيان كثيرة أيضا وهو يحكي عن المفكر الإسلامي، مفكر اللاعنف، جودت سعيد بما معناه "أن إتيان النور يذهب الظلام" ويتحدث عن خطورة المناهج الدفاعية التي تكون ذيلا للشيء السيء ولا تقدم بديلا يقدم حلا (وإن أخطأ).
ورأيت أنني كل ما أكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي لا علاقة له بتخصصي وقد سئمت من أحاديث السياسة وغيرها من الأحاديث التي لا تقدم ولا تؤخر، وبدأتُ بذلك وعاندت نفسي. كانت كل مشاركاتي على فيسبوك، أدبية/سياسية/نكت. قلت لماذا لا أشارك كل يوم شيئا بسيطا تعلمته؟!
وهكذا قررت أن أبدأ بنشر منشورات/تغريدات بسيطة جدا عن أشياء تعلمتها، وأن تكون في البرمجة أو ما يحوم حولها. كل يوم معلومة جديدة. كتبت يوما تلو يوم وأثر هذا فيّ وفيمن حولي كثيرا.
نشرت كل هذه المقتطفات في تدوينة كاملة وتجدونها هنا.
حصلت على كثير من النقد الإيجابي، وسوّقت لنفسي، وحرّكت بعض المياه الراكدة. بعض أصدقائي علّق على منشوراتي بمعلومات إضافية ولم يكن أحدهم ينبس ببنت شفة بأي معلومة. ساعدت بعض الأصدقاء في أمور برمجية. الخلاصة أن مشاركة كل واحد لمعلومات بسيطة في تخصصه تغيّر الكثير..
كنت في الحقيقة أريدها ٣٦٥ مشاركة ثم تقلصت إلى ١٠٠ فانكمشت -ربما بفعل البرد- إلى ٦٠ مساهمة.. أتتني حبسة الكاتب نوعا ما.. فقررت إنهاءها على هذا العدد.
-
هل هذا كل ما سأشاركه في تخصصي؟
-
لا.
سأشارك مشاركة متقطعة بين الحين والآخر، ولكنني وجدت أنني أحتاج أن أتعلم أكثر ولدي بعض المشاغل. وحتى أتعلم بما فيه الكفاية سأشارك ما تعلمته بهذه الطريقة أو بطريقة أخرى..
لذا، إذا سئمت مثلي من المحتوى السيء أو اللاأخلاقي على الإنترنت، فشمّر عن ساعديك، وحرِّك الترس الصغير جدا والذي قد يحرِّك أكبر التروس، ولوّح بيدك فقد تتشكل الأعاصير بعد فترة أقصر مما تتوقع، وانثر الزهر على ربوع هذه الشبكة، فحيث تفوح الرائحة العطرة تزول رائحة القذارة، وحيث ينتشر النور يختفي الظلام على الفور.
وأوقد لمبة بدلا من أن تلعن الظلام وتلعن الدنيا واللي خلفوها، وتقرفنا في عيشتنا.
الصور مصدرها موقع pexels.