-بم أفكر؟

=لا شيء.

  • يجب أن تفكر، هكذا، عباطة، أن تدخل هنا بدون تفكير وتخرج كاللص

=كاللص؟! وأنت تملأني بالإعلانات بعد كل منشور، وتراقبني وتشارك جهات اتصالي وووو

-لحظة؟ أوووه، هدئ من روعك، أنت موافق على كل هذا.

=لقد ضغطت على (نعم) لإرشادات خصوصية من ألف صفحة، هل تتوقع أن أقرأ كل هذا الكلام؟ أريد إلى قراءتها من أعتى المحامين والمبرمجين والهاكرز والانتربول الدولي لفك شفرات بيان الخصوصية خاصتك.

  • ماذا أفعل لك؟

= على الأقل التزم بعهودك، ولا تنتهك حقوق الغير كآخر قضية، أو فضيحة، كامبردج أنالاتيكا.

  • لقد قلت آسف؟

= وانا قلت تبا لك.

  • ماذا؟

= لا شيء.

  • هل تحسبني غبي؟ أنا أعرف عنك كل شيء، كل شيء، أستطيع أن أفضحك...

= ألست وسيلة تجارية لا تحمل أجندات مسبقة؟

  • بالتأكيد

= بالتأكيد؟! ولا تفضح أحداً ؟

  • هااااه، لا بالتأكيد، أقصد طبعا، أقصد نو أوف كورس.

= تقصد نيفر ايفر؟

  • أيوة أقصد تلك التي قلتها.

=تبا لك.

  • لماذا؟

=هكذا، فقط أعجبتني.

-لماذا لا نعود لموضوعنا؟

=ولم لا، كيف تسرق بيانات المستخدمين؟ أم كيف تضيع وقتهم؟

  • لا لا لا ، أقصد، لماذا لا تفكر، أشفق عليك.

= وهل تركت لي مساحة للتفكير الحر وأنت تملأني صباح مساء بالمشاهير وأقوالهم التافهة والسطحية وكيف أن حياتهم ...

  • لحظة، هؤلاء هم مشاهيركم أيها البشر. لا أدري لماذا تتابعونهم ثم تسبونهم، تذكر أنك وافقت على سياسة الموقع.

= لحظتين أيها المتحذلق، جميلة، أيها المتحذلق، لقد وجدت منشورات لشخصيات لا أتابعها تحت عنوان مشهور على الفيسبوك.

-هاااا، لا أنكر هذا، هذا لأنك لا تتابع أحداً.

= ولماذا تقول أنني حر أن أتابع من أريد وأحصل بعد ذلك على ما أشاء من تفاهات من أتابع، أم أنني مرغم على التفاهات؟!

ـ اااخ، انا أشك أنك روبوت، أو ترول، برنامج، فليس من الممكن أنك لا تتابع أحداً ولا تشعر بالتقدير لأي من المشاهير. فهذا يساعدنا في تحليل البيانات وتصنيفها ومعرفة كل ما يدور في رأسك....

=خلاص خلاص عن ماذا كنت تتحدث؟ عن التفكير صح؟

  • نعم حلو أنك اقتنعت. بم تفكر؟

= أفكر في الخروج من هنا؟

-لاااااا، إذن لا تفكر ولا تفكر في أن تفكر. إبق ساكنا ولن نزعجك برغبتنا في حثك على التفكير. لا تفكر في شيء بالذات في تويتر، لينكدإن، جوجل بلس(هههه) بالتأكيد لن تفكر فيه وإياك أن تأخذ نفسك على محمل الجد وتكتب في مدونة خاصة، أو ذلك الموقع ميديوم، أووه كم أكرهه! ريدت، كووورا، لا تفكر في المواقع السابقة ذات الفائدة.

لا تفكر يا عزيزي، وحتى إن فكرت، فلا أحد يهتم.

[نقطة]