للزمن في حياة الإنسان، تأثير غريب، ومخيف أحيانًا، لأنه لا يزال في حيرة من أمره فيما هو الوقت حقيقة وما هو الآن، الماضي والمستقبل أكثر بساطة في التعرف على غيابهما بينما الآن أكثر غيابا في وجوده وأكثر هلامية من أي شيء آخر.

قبل عام من الآن بلغت الحادي والعشرين، لا أزال أحس بأني صغير أمام سعة هذا العالم، أمام ما أريد أن أكتشفه وما أحاول تجاربه كطفل يحمل طائرة ورقية في إحدى السفوح يحلم بأن يكون أحد الأبطال الخارقين في المستقبل، من يعيدون لهذا العالم اتزانه، ولكنه يكتشف في لحظة معينة أتت مع نمو الشعر في جسمه الرقيق سابقاً أن لا عدالة في هذه الدنيا وأن أكثر الأشرار في هذا العالم هو أنت، وأن تصلح نفسك أصعب من تغيير العالم أجمع.

قبل عام من الآن، استلمت هدايا بخصوص يوم ميلادي بطريقة منسقة بشكل مثير للدهشة، لم أكن على الرغم من ذلك سعيداً، استلمت الهدية بابتسامة صفراء وقلب موجوع.

اليوم، وبدون أي دهشة تضفي على العالم أكثر، حصلت على هديتي، لم أكن أذكر أن هذا يوم ميلادي ، ابتسامة بسيطة، لا يزال الطفل في داخلي ينبض بالحياة، أحبك أمي، أحبك أبي، فكل ما تسببته لكما من ألم لم تنسياني ولم تحتاجا إلى تذكير الفيسبوك بعيد ميلاد العالمين. هدية بسيطة جعلت كل شيء يسير على ما يرام.

ماذا قدمت في الاثنين والعشرين السنة الماضية؟ ماذا بقي؟ ماذا سأفعل في المستقبل؟ كل هذه الأسئلة لا تقلقني فمادام والداي بجانبي، فتبا لكل هذا المسرح الهزلي الذي يسمونه زوراً ونفاقاً بالعالم... أحبك أبي، أحبك أمي، أصدقائي أحبكم أيضاً .... ولا راحت لكم فأنا أمكم، ولا حتى شكلته.