15

أتراني لم ألحظ عينيك المتورمتين والمثقلتين بالدموع، ووجهك المشع اكفهرّ كلَيلَة لا قمر فيها ولا نجوم، هل تفعل بك ورقة لا تبلغ قيمتها عشرة ريالات ما فعلت. لماذا؟ هل تظن أن الهراء الذي يسمونه اختبار، ودرجات، ومحصلات، هو ما يحدد المستقبل ويضعك بين جنة ونار.

هي مرحلة، تسبقها وتتخطاها آلاف المراحل. ستذكر ذلك اليوم الذي تلبدت فيها غيوم حزنك دموعاً، ستذكره وتقول: آه كم كنت غبياً.

سامح نفسك هذه المرة، وقل لها تباً لك، بدل من أن تشدي لي الوثاق، ركنت بجانب العاجزين.

ابتسم فماهي إلا كبوة جواد تحدوك إلى أعلى عليين، هذا إن مررت بالعقبات ومشيت من جانبها كما ينساب الماء فلا يوقفه شيء. امش من جانبها وقل لها: أيتها العقبة الغبية، لم تكتفِ بغبائك فقط، ولكنك ظننت ظن السَوء بتثبيطي.

افرح اليوم، لا ضير، اضحك، ابتسم، امزح، اصرخ بكلمات غير مفهومة، ارقص طرباً على اللاشيء، وافرح من دون سبب، هكذا يغدو للحياة معنى، وفي صباح الغد المشرق، عندما تخرج الطيور من أعشاشها، ستعود الأمور بحجمها الطبيعي، وبأول سقوط لشمس الضحى، انظر للأفق الأخاذ، وركز نظرات الترقب المنشرحة مع أخذ الأنفاس العميقة فهناك سعادة كبيرة تنظرك، أما اليوم فقط: سامح نفسك قليلا.