الأشياء تنحدر لمنحنىً أكثر دراماتيكية من مسلسل هندي طويل، حيث أكثر الناس حباً لك أكثرهم قتلاً لك كل يوم. وحيث الأخوة الأعداء والأعداء الأخوة يتبادلون الأدوار دائماً ولكن لا نهاية سعيدة تلوح في الأفق.
تختلف المسارات التي رسمتها لنفسك، والتي رسمها لك الآخرون من حيث لا تدري وحددوا من خلالها موقفهم منك. إلى جانب عراقيل الحياة التي لا تنتهي خاصة إذا علمت أنك يمني وأن أبسط الأشياء والحقوق البديهية هي غاية طموحك ومنتهى أملك. غير الساسة الذين لا تعني لهم إلا رقماً يضاف إلى أرصدتهم الإجرامية وصورة تعلق عند الحائط مكتوب عليها شهيد، ومطية لشبقهم المَرَضِيّ للسلطة والسيطرة.
حتى المطر أصبح كئيباُ لا ينبت زرعاً بقدر ما يشعرنا بسوء طرقاتنا التي نتفاخر بها على أهل القرى بزفلتها وزفتها وقمامتها المرمية بكل فخر في جزرها الوسطية.
أما الناس الذين يمشون عليها ليسوا بأفضل حالاً، فلا يدعون لك الفرصة لأن تكون أنت حتى يعيدوا ضبطك بما يوافق هواهم النشاز، وإذا كنت محظوظا ً وحققت ما يريدون ستأتي وتقول لنفسك مثل كل مرة "ماذا بعد؟ انتهيتم؟". وهكذا يتكرر المشهد السعيد الحزين بشكل مأساوي كل مرة ولا تعي أنك في حلقة مفرغة وجهنم دنيوية اسمها الناس أو سمّها نحن.
أما إذا سقطت في شروطهم التعجيزية، وعقدهم المكبوتة، فسكاكينهم تزداد حِدةً وسهامهم تمطر كوابل من الرصاص النتن الرائحة بجانب كلماتهم الأكثر قبحاً. وتتخيل نفسك في موقف عاجز وتتمنى لو يبرز ذلك العالم الـ(ماتريكسي) الذي تستطيع أن توقف فيه الزمن وتتجنب كلماتهم كما كان يتجنب الرصاص. وحتى يفقدوك إنسانيتك شيئا ً فشيئاً وتصبح واحداً منهم ولا تشعر بذلك وتشتم الوضع والناس والمجتمع وتعمل أسوأ أعمالهم، حتى إذا رأيت ذلك المسخ وأطلقت عليه أشنع الأوصاف اكتشفت أنك تنظر في المرآة.
وإلى أن تخلع عباءة الاستكانة وقناع الزيف أنظر ثم ارجع البصر كرتين فيمن يريدون لك الخير وأن تحقق ذاتك أو شيئاً منها ومن يريدون لك السقوط.